مدينة توجة بولاية بجاية تتزين لاستقبال الطبعة ال4 لعيد الماء -->

اعلان راس الموقع

جاية - تستعد مدينة توجة بولاية بجاية المعروفة بمنبع مياهها المعدنية العريق للاحتفال يوم السبت القادم بالطبعة الرابعة لعيد الماء و هو الحدث الذي أصبح يكتسي أهمية قصوى بالنسبة للمنطقة حيث الاهتمام الكبير من طرف المواطنين والمختصين على حد سواء.
و تعتبر التظاهرة بغض النظر عن النشاطات المتنوعة و القيمة التي تميزها فرصة سانحة لبعث النقاش حول موضوع الماء وكذا التفكير في مشاريع اقتصادية و علمية في ذات المجال.
و ستتمحور هذه الطبعة الجديدة لعيد الماء حول العلاقة بين الماء بهذه المنطقة و محيطها المباشر بالموازاة مع البحث عن أو تحديد مشاريع ستمثل قاعدة لإستراتيجية تطوير السياحة البيئية وفقا لما ذكره منظمو هذه التظاهرة


و ترتكز فكرة السياحة البيئية هذه على عديد العناصر و الميزات التي تنفرد بها هذه المنطقة الجبلية الريفية المتوفرة على كل الشروط التي تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية بامتياز حيث تعد غابة واسعة الأرجاء وسط طبيعة خلابة تسحر الألباب إلى جانب احتوائها على تراث تاريخي و أثري نادرين مثلما يؤكد ذلك البروفيسور عيساني رئيس جمعية "جهيماب" الجامعية منظمة متحف الماء المتواجد بعين المكان.
وأكثر من ذلك كله فإن مدينة توجة الواقعة على بعد 30 كلم شمال -غرب مدينة بجاية تحتل موقعا إستراتيجيا مميزا. فهي منطقة جبلية مطلة على البحر مما يجعلها موقعا آية في الجمال بفضل مناظرها الخلابة العالقة ما بين السماء و الأرض سيما تلك الواقعة بالجهة الساحلية.
ويمنح هذا الموقع الزائر مشهدا طبيعيا غاية في التميز يجمع ما بين خضرة الغابة و الحقول الممتدة على مر البصر مع زرقة مياه البحر في حين تستمتع الأذن بزقزقة العصافير الشيقة التي يتخللها خرير المياه في المجاري و الوديان. و يبرز أثر هذا الجمال و السحر جليا في جملة لرئيس دوقات النمسا لويس هابسبورغ الذي زار المنطقة وقال عنها "إنها جنة حقيقية تعد مصدر إلهام للفنان خاصة في فصل الربيع" وذلك في كتابه " بوجي : لؤلؤة شمال إفريقيا" الذي يمثل خلاصة لزيارته للمنطقة عام 1899.
و بالفعل فإن" توجة" مركز لكل هذا الجمال و السحر الطبيعيين اللذين زادتهما القدرة الإلهية تميزا بفضل تاريخ حافل. و كيف لا و قد كانت المنطقة معقلا ثوريا خلال ثورة نوفمبر المجيدة إضافة إلى اختزالها لتاريخ عريق بفضل قربها من مدينة بجاية و ذلك منذ الحقبة الرومانية حين كانت "صالدي" (و هي بجاية اليوم) ثكنة عسكرية قبل تحويلها إلى مستعمرة بعد تعزيزها بكل التجهيزات التي جعلت منها مدينة عصرية آنذاك سيما من خلال تنصيب شبكة للتموين بالماء الشروب.
و كان ذلك عام 145 ميلادي حين قرر نونيوس داتوس إنجاز مشروع ضخم بالمنطقة متمثل في بناء قناة لنقل المياه ما بين توجة و بجاية عبر الجبال. و هو الإنجاز الباقية آثاره إلى يومنا هذا بحيث أضحى من بين المميزات التقنية و التكنولوجية بالمنطقة.
وللأسف فقد تعرضت هذه المنشأة الأثرية لتدهور كبير على مر السنين سيما خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية و ذلك على غرار كل طاحونات المياه القديمة التي تعرضت للتخريب على يد جنود الاحتلال. وبالرغم من ذلك تبقى آثار هذه المنشآت شاهدا على تاريخ غني و عن كفاءة و معرفة السكان المحليين آنذاك و أسرارهم العريقة لجعل الماء في خدمتهم.
ومن أجل هذا كله تعتبر فكرة إنشاء متحف للماء بالمستودعات القديمة لسوق الفلاح المحلي طريقة حضرية لتثمين و رد الاعتبار لهذا التاريخ الحافل من أجل وضعه في خدمة التنمية المحلية.
و يوفر هذا المتحف عديد النشاطات العلمية و الثقافية و البيداغوجية و حتى الترفيهية المتمحورة في مجموعها على موضوع الماء. كما يعتبر إنجازا فريدا من نوعه على صعيد القارة الإفريقية باعتبار إمكانية أن يكون مصدرا لمبادرات مميزة ترمي إلى بعث اقتصاد سياحي طموح يساهم في الحفاظ على البيئة .
وهي الفكرة الممكن تطويرها بمناسبة تظاهرة عيد الماء المرتقبة.

أخبار الرياضة