أثار داء إيبولا القاتل موجة من الذعر
والتخوف في المدة الأخيرة، خاصة في ظل انتشاره الواسع على مستوى
بلدان غرب افريقيا، وهو الأمر الذي خلف تحفظ الرياضيين والجماهير
الكروية والهيئات الرسمية، بدليل مطالبة وزير الرياضة المغربي بتأجيل
موعد تنظيم نهائيات كأس إفريقيا المزمع إجرائها شهر جانفي المقبل.
وخلف الانتشار المخيف لوباء إيبولا استنفارا وسط البلدان الإفريقية قبل 3 أشهر فقط عن موعد تنظيم نهائيات "كان 2015"، وهو ما جعل منظم الدورة المغرب يطالب بتأجيل موعد إجرائها، مع التفكير في التخلي عن مهمة التنظيم بصورة نهائية، ما جعل "الكاف" في حالة استنفار موازاة مع تقديم عدة مقترحات من بلدان أبدت رغبة في خلافة المغرب، وفي مقدمة ذلك جنوب إفريقيا التي سبق لها أن نظمت دورة 2013 ومونديال جنوب إفريقيا 2010.
وكانت الجماهير الكروية الإفريقية والجزائرية على الخصوص قد استقبلت خبر انتشار وباء إيبولا بتحفظ كبير منذ شهر أوت المنصرم تزامنا مع قرب موعد انطلاق مباريات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، بدليل الإجراءات الوقائية التي تمت على مستوى المطارات والمستشفيات، لتفادي إمكانية نقل هذا الوباء إلى أرض الوطن، موازاة مع انتشاره على مستوى بلدان غرب إفريقيا، وإذا كانت الجماهير الجزائرية قد نجت من هذا الإشكال، إلا ان تخوف عشاق الكرة والساهرين على الهيئات الكروية في إفريقيا لازال قائما، خاصة بعد خرجة المغرب الذي أبدى تحفظا في تنظيم "كان 2015"، وتفكيره الجاد في التخلي عن هذه المهمة موازاة مع المطالبة بتأخير برمجتها إلى موعد لاحق، وهو القرار الذي خلف عدة قراءات وتأويلات لدى المتتبعين للشأن الكروي الإفريقي، حيث ربط البعض خرجة الهيئات الكروية والتنظيمية المغربية هذا القرار بوجود تخوف فعلي من مغبة دخول هذا الوباء إلى أراضي المملكة، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المواطنين، في الوقت الذي اعتبرت أطراف أخرى على أن ما قامت به وزارة الرياضة المغربية بأنه مجرد مزايدات "مساومة" حتى تضع "الكاف" في الصورة، مع إمكانية منحها دعما إضافيا للسماح بتنظيم مجريات "الكان" في ظروف أفضل.
تسجيل 900 حالة وفاة قبل شهر أوت وليبيريا وغانا وسيراليون الأكثر تضررا
ونشرت مؤخرا، "سي بي إس نيوز" مقالا تناولت فيه أهم الأسئلة المتعلقة بمرض الإيبولا الذي أسال الكثير من الحبر وخلف موجة من التخوفات لدى جميع الأوساط، حيث تجاوز عدد الوفيات منذ بداية ظهوره حتى أوائل شهر أوت المنصرم حوالي 900 شخص في غرب إفريقيا وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، ووصفت المنظمة سرعة انتشار المرض هذه المرة بـ"غير المسبوقة"، وحذر مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة المواطنين الأمريكيين من السفر إلى البلدان الثلاثة الأكثر تضررًا مثل ليبيريا، سيراليون، غينيا، ووسط مخاوف من انتشار المرض في بلدان أخرى عن طريق المسافرين جوًا.
"إيبولا" فيروس شديد العدوى يشبه الأنفلونزا وغالبا ما يكون قاتلا
ويعرف مرض فيرس إيبولا سابقا بحمى إيبولا النزفية، وهو فيروس شديد العدوى، وغالبا ما يكون قاتلا، يتسبب في ظهور أعراض تشبه الأنفلونزا، وحدوث نزيف داخلي حاد. ومعدلات النجاة من الإيبولا تعد ضئيلة جدا، حيث تصل نسبة الوفيات من 60 إلى 90٪ ممن أصيبوا بالمرض. ويتميز إيبولا بظهور مفاجئ لأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، وتتضمن حمى ووهنًا شديدًا وآلامًا في العضلات وصداعًا والتهاب الحلق، ويتبع كل هذا قيء وإسهال وطفح جلدي وخلل في وظائف الكبد والكلى، وفي بعض الأحيان يتطور إلى نزيف داخلي وخارجي. وأضاف تقرير "سي بي إس نيوز" أن المرض لا ينتقل عن طريق الهواء، ولكن ينتقل عن طريق سوائل الجسم مثل الدم، أو إذا لامست إفرازات أو أعضاء جسم شخص مصاب بالمرض، أو مات بسببه، وهذا يجعل العاملين في مجال الرعاية الصحية بالأخص عرضة لخطر الإصابة بالمرض إذا لم يهتموا بارتداء معدات الوقاية المناسبة مثل الأقنعة والقفازات والبدل المناسبة، وتبدأ الأعراض في الظهور بعد فترة تتراوح من يومين إلى 21 يوما منذ لحظة الإصابة بالعدوى.
العلاج الحقيقي غائب والجهود تقتصر على الرعاية والدعم
وفي الوقت الحالي، لا يوجد علاج حقيقي، حيث يقتصر دور الأطباء على توفير الرعاية والدعم للمرضى، وتشمل الأوكسجين ونقل الدم والسوائل، وعلاج الالتهابات اللاحقة الناتجة عن الإصابة بالفيروس، كما يعاني الناجون من المرض من بعض المشكلات الصحية كالالتهابات المزمنة في المفاصل والعين.
ظهر داء إيبولا أول مرة عام 1976، في منطقتي نزارا في السودان، ويامبوكو في الكونغو الديمقراطية، وسمي المرض بالإيبولا نسبةً لنهر إيبولا بالكونغو، حيث ظهرت أولى حالات الإصابة في قرية قرب النهر، ويعتقد أن المضيف الطبيعي للفيروس هو خفافيش الفاكهة في غرب إفريقيا، وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق الاتصال الوثيق مع الدم والإفرازات والأعضاء، أو سوائل الجسم الأخرى للحيوانات المصابة بالمرض. ففي افريقيا انتقلت العدوى للناس عن طريق التعامل المباشر مع خفافيش الفاكهة والشمبانزي والغوريلا والنسانيس والظباء وحيوان النيص التي توجد في الغابات المطيرة، سواء أكانت تلك الحيوانات مصابة بالمرض أو ماتت.
حتى لو سافر مريض "إيبولا" فقد لا ينشر المرض
ويرى المختصون أنه من الناحية النظرية، كل من أصيب بالإيبولا ولم تظهر عليه أعراض المرض يمكنه السفر خارج منطقة غرب افريقيا. يقول الخبراء أنه حتى لو وصل شخص مصاب بالمرض لأي بلد آخر، فمن غير المرجح انتشار المرض، ورغم ذلك فقد قامت كل الدول بإجراءات وقائية في المطارات، إضافة إلى تنبيهات للأطباء والمستشفيات في جميع أنحاء البلدان، بغية الحرص على ضرورة معرفة تاريخ سفر أي مريض تظهر عليه أعراض تشبه أعراض الإيبولا، ومن ثم يمكن عزل المصابين بالمرض في الحجر الصحي بسرعة، كما يحدث مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف بلدان العالم المتطورة التي حرصت على اتخاذ إجراءات صحية ووقائية صارمة.
ضعف الرعاية الصحية تسبب في انعدام الثقة.. وارتفاع الوفيات أصاب الجميع بالذعر
ويبقى الإشكال في بلدان غرب افريقيا هو انعدام ثقة الناس سواء في المستشفيات أو الأطباء، وأن البنية التحتية للرعاية الصحية ليست جيدة مثلما هو الحال في البلدان المتطورة، بالإضافة إلى أن ارتفاع معدلات وفيات المرضى في المستشفيات أدى إلى ذعر شديد بين الناس، لدرجة أنهم غالبا ما يبقون ذويهم وأحباءهم المصابين بالفيروس في المنزل بدلا من إدخالهم المستشفيات لتلقي العلاج.
وخلف الانتشار المخيف لوباء إيبولا استنفارا وسط البلدان الإفريقية قبل 3 أشهر فقط عن موعد تنظيم نهائيات "كان 2015"، وهو ما جعل منظم الدورة المغرب يطالب بتأجيل موعد إجرائها، مع التفكير في التخلي عن مهمة التنظيم بصورة نهائية، ما جعل "الكاف" في حالة استنفار موازاة مع تقديم عدة مقترحات من بلدان أبدت رغبة في خلافة المغرب، وفي مقدمة ذلك جنوب إفريقيا التي سبق لها أن نظمت دورة 2013 ومونديال جنوب إفريقيا 2010.
وكانت الجماهير الكروية الإفريقية والجزائرية على الخصوص قد استقبلت خبر انتشار وباء إيبولا بتحفظ كبير منذ شهر أوت المنصرم تزامنا مع قرب موعد انطلاق مباريات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، بدليل الإجراءات الوقائية التي تمت على مستوى المطارات والمستشفيات، لتفادي إمكانية نقل هذا الوباء إلى أرض الوطن، موازاة مع انتشاره على مستوى بلدان غرب إفريقيا، وإذا كانت الجماهير الجزائرية قد نجت من هذا الإشكال، إلا ان تخوف عشاق الكرة والساهرين على الهيئات الكروية في إفريقيا لازال قائما، خاصة بعد خرجة المغرب الذي أبدى تحفظا في تنظيم "كان 2015"، وتفكيره الجاد في التخلي عن هذه المهمة موازاة مع المطالبة بتأخير برمجتها إلى موعد لاحق، وهو القرار الذي خلف عدة قراءات وتأويلات لدى المتتبعين للشأن الكروي الإفريقي، حيث ربط البعض خرجة الهيئات الكروية والتنظيمية المغربية هذا القرار بوجود تخوف فعلي من مغبة دخول هذا الوباء إلى أراضي المملكة، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المواطنين، في الوقت الذي اعتبرت أطراف أخرى على أن ما قامت به وزارة الرياضة المغربية بأنه مجرد مزايدات "مساومة" حتى تضع "الكاف" في الصورة، مع إمكانية منحها دعما إضافيا للسماح بتنظيم مجريات "الكان" في ظروف أفضل.
تسجيل 900 حالة وفاة قبل شهر أوت وليبيريا وغانا وسيراليون الأكثر تضررا
ونشرت مؤخرا، "سي بي إس نيوز" مقالا تناولت فيه أهم الأسئلة المتعلقة بمرض الإيبولا الذي أسال الكثير من الحبر وخلف موجة من التخوفات لدى جميع الأوساط، حيث تجاوز عدد الوفيات منذ بداية ظهوره حتى أوائل شهر أوت المنصرم حوالي 900 شخص في غرب إفريقيا وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، ووصفت المنظمة سرعة انتشار المرض هذه المرة بـ"غير المسبوقة"، وحذر مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة المواطنين الأمريكيين من السفر إلى البلدان الثلاثة الأكثر تضررًا مثل ليبيريا، سيراليون، غينيا، ووسط مخاوف من انتشار المرض في بلدان أخرى عن طريق المسافرين جوًا.
"إيبولا" فيروس شديد العدوى يشبه الأنفلونزا وغالبا ما يكون قاتلا
ويعرف مرض فيرس إيبولا سابقا بحمى إيبولا النزفية، وهو فيروس شديد العدوى، وغالبا ما يكون قاتلا، يتسبب في ظهور أعراض تشبه الأنفلونزا، وحدوث نزيف داخلي حاد. ومعدلات النجاة من الإيبولا تعد ضئيلة جدا، حيث تصل نسبة الوفيات من 60 إلى 90٪ ممن أصيبوا بالمرض. ويتميز إيبولا بظهور مفاجئ لأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، وتتضمن حمى ووهنًا شديدًا وآلامًا في العضلات وصداعًا والتهاب الحلق، ويتبع كل هذا قيء وإسهال وطفح جلدي وخلل في وظائف الكبد والكلى، وفي بعض الأحيان يتطور إلى نزيف داخلي وخارجي. وأضاف تقرير "سي بي إس نيوز" أن المرض لا ينتقل عن طريق الهواء، ولكن ينتقل عن طريق سوائل الجسم مثل الدم، أو إذا لامست إفرازات أو أعضاء جسم شخص مصاب بالمرض، أو مات بسببه، وهذا يجعل العاملين في مجال الرعاية الصحية بالأخص عرضة لخطر الإصابة بالمرض إذا لم يهتموا بارتداء معدات الوقاية المناسبة مثل الأقنعة والقفازات والبدل المناسبة، وتبدأ الأعراض في الظهور بعد فترة تتراوح من يومين إلى 21 يوما منذ لحظة الإصابة بالعدوى.
العلاج الحقيقي غائب والجهود تقتصر على الرعاية والدعم
وفي الوقت الحالي، لا يوجد علاج حقيقي، حيث يقتصر دور الأطباء على توفير الرعاية والدعم للمرضى، وتشمل الأوكسجين ونقل الدم والسوائل، وعلاج الالتهابات اللاحقة الناتجة عن الإصابة بالفيروس، كما يعاني الناجون من المرض من بعض المشكلات الصحية كالالتهابات المزمنة في المفاصل والعين.
ظهر داء إيبولا أول مرة عام 1976، في منطقتي نزارا في السودان، ويامبوكو في الكونغو الديمقراطية، وسمي المرض بالإيبولا نسبةً لنهر إيبولا بالكونغو، حيث ظهرت أولى حالات الإصابة في قرية قرب النهر، ويعتقد أن المضيف الطبيعي للفيروس هو خفافيش الفاكهة في غرب إفريقيا، وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق الاتصال الوثيق مع الدم والإفرازات والأعضاء، أو سوائل الجسم الأخرى للحيوانات المصابة بالمرض. ففي افريقيا انتقلت العدوى للناس عن طريق التعامل المباشر مع خفافيش الفاكهة والشمبانزي والغوريلا والنسانيس والظباء وحيوان النيص التي توجد في الغابات المطيرة، سواء أكانت تلك الحيوانات مصابة بالمرض أو ماتت.
حتى لو سافر مريض "إيبولا" فقد لا ينشر المرض
ويرى المختصون أنه من الناحية النظرية، كل من أصيب بالإيبولا ولم تظهر عليه أعراض المرض يمكنه السفر خارج منطقة غرب افريقيا. يقول الخبراء أنه حتى لو وصل شخص مصاب بالمرض لأي بلد آخر، فمن غير المرجح انتشار المرض، ورغم ذلك فقد قامت كل الدول بإجراءات وقائية في المطارات، إضافة إلى تنبيهات للأطباء والمستشفيات في جميع أنحاء البلدان، بغية الحرص على ضرورة معرفة تاريخ سفر أي مريض تظهر عليه أعراض تشبه أعراض الإيبولا، ومن ثم يمكن عزل المصابين بالمرض في الحجر الصحي بسرعة، كما يحدث مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف بلدان العالم المتطورة التي حرصت على اتخاذ إجراءات صحية ووقائية صارمة.
ضعف الرعاية الصحية تسبب في انعدام الثقة.. وارتفاع الوفيات أصاب الجميع بالذعر
ويبقى الإشكال في بلدان غرب افريقيا هو انعدام ثقة الناس سواء في المستشفيات أو الأطباء، وأن البنية التحتية للرعاية الصحية ليست جيدة مثلما هو الحال في البلدان المتطورة، بالإضافة إلى أن ارتفاع معدلات وفيات المرضى في المستشفيات أدى إلى ذعر شديد بين الناس، لدرجة أنهم غالبا ما يبقون ذويهم وأحباءهم المصابين بالفيروس في المنزل بدلا من إدخالهم المستشفيات لتلقي العلاج.
الشروق الرياضي