ستواجه الجزائر ألمانيا يوم الاثنين
بملعب بييرا ريو بميدنة بورتو أليغري، للمرة الثالثة في تاريخهما، حيث سبق
أن التقيا في مباراتين سابقتين ، الأولى ودية سنة 1964 بالجزائر ، حيث فاز
الخضر بهدفين دون رد من تسجيل كل من ماحي و أوجاني ، و الثانية خلال
مونديال اسبانيا 1982، وانتهت أيضا لصالح الجزائر بهدفين مقابل هدف ، من
توقيع ماجر ، و بلومي
من جهة أخرى تعد هذه المواجهة، المباراة 547 التي سيجريها الخضر ضد منتخبات وطنية في تاريخ كرة القدم الجزائرية بعد الاستقلال
هذه المرة تغيرت الكثير من المعطيات، قياسا بمونديال1982، بدءا بالزمن، و اللاعبين ، و الطاقمين الإداري و الفني، و رهانات الرياضية وغيرها من التغييرات التي طرأت منذ 32 سنة، حيث ستلعب مباراة يوم الاثنين لحساب الدور الثمن النهائي لكأس العالم، البرازيل2014، بمنتخبين يصبو كل واحد منهما إلى تحقيق أهداف متباينة، فالمنتخب الألماني أتى إلى البرازيل كأحد المرشحين لنيل التاج العالمي، فيما على نقيض ذلك، لم يرشح معظم المتتبعين و الخبراء الخضر بأن يجتازوا الدور الأول ، مقدمين بذلك كل من بلجيكا و ورسيا. كانت تلك التوقعات منطقية نظريا على الأقل، لكن ما افرزته تفاعلات الميدان كشف عن إمكانات كامنة للمنتخب الوطني ، فاجأت الجميع، بما فيهم الجزائريين أنفسهم، حيث لم يعد ممكنا و حال على هذا النحو، التكهن بما ستؤول إليه نتيجة يوم الاثنين، حتى ولو كان المنافس يسمى المنتخب الألماني يضم في صفوفه لاعبين من اقوى النوادي الأوروبية على غرار البايرن ميونيخ، وبوريسيا دورتموند،وريال مدريد ، و أرسنال. إذن المقابلة مفتوحة على كل الاحتمالات ، غير ان الأمر المؤكد في كل ذلك أن الخضر سيلعبون هذه المباراة دون ضغوط تذكر، و سيبدون من دون شك روح قتالية عالية، طالما أن خلق تنافسية شريفة بين اللاعبين الجزائريين من أجل أداء أفضل هي أحد الكفاءات المهنية للناخب الوطني، وحيد خليلوزيتش الذي عرف كيف يدفع رفاق فغولي لتوظيف كل إمكاناتهم و طاقاتهم و" التجاوز"، ولعل هذا المعطى هو الذي شكل فارقا مهما في تأهل الخضر للدور ثمن النهائي ضمن المجموعة الثامنة .
هذا و سيظل هذا التجاوز هو الذي
سيحدد نتيجة الغد ضد المانيا، فالخضر لا يحتاجون اليوم لمن يحفزهم، و لا
بما يحفزهم، المسألة غدت أكبر من طموحاتهم الفنية الشخصية، و أكبر من مسألة
تحطيم ارقام قياسية ، و أكبر كذلك من تحقيق إنجاز تاريخي في التأهل وإنما
أصبحت تخص تطلعات الشعب الجزائري و انتظاراته، لهذا سيكون هذا الأخيرلاعبا
فاعلا في هذه المباراة و جزءا مهما في هذه المغامرة البرازيلية التي يأمل
الجميع أن تستمر .وحتى ولو قدر لها أن تتوقف و ستتوقف في محطة ما ، فإن
الخضر قد أنجزوا ما كان مطلوبا منهم، بل و اكثر من ذلك أمتعوا بأدائهم
المميز و فاجأوا أكثر من جهة.سليماني إسلام أحد صانعي هذا الانجاز التاريخي
يعبر عن بعض من هذه الروح الجديدة التي أفرزتها مواجهات الدور الأول حيث
يقول : " سنلعب هذه المباراة دون ضغوط، باذلين كل ما في وسعنا فوق الميدان،
نحن لا نفكر في مباراة سنة 82التي تبقى حدثا تاريخيا، و لا لأي شيء آخر،
وإنما نسعى إلى تقديم أداء جيد في هذه المباراة و نترك صورة جميلة عن كرة
القدم الجزائرية " عبارات بسيطة فيها الكثير من الواقعية و التواضع لكن في
ذات الوقت تعكس وجود عزيمة لدى اللاعبين الجزائريين لمخالفة و تفنيد
التكهنات النظرية