اندلعت، عشية أول أمس، أعمال شغب واسعة وعنيفة وسط شوارع مدينة خنشلة تخللها غلق معظم الشوارع الرئيسة من قبل مئات الشبان من حي ماريطو الشعبي الذين أضرموا النار في العجلات المطاطية ووضعوا المتاريس والحجارة، ودخلوا في مواجهات وصفت بالعنيفة جدا مع عناصر الشرطة ووحدة مكافحة الشغب، حيث تبادل الطرفان الرشق بالحجارة وظلت عمليات الكر والفر بين المشاغبين ومصالح الأمن لأزيد من 4 ساعات وسط الأزقة الضيقة، اضطر خلالها التجار إلى غلق محلاتهم التجارية تحسبا لعمليات نهب وتخريب لممتلكاتهم، فيما سارع أصحاب السيارات ومختلف المركبات إلى الفرار بعيدا عن مسرح المواجهات خشية تعرضها للتحطيم والحرق. ونظرا لطبيعة هذا الحي الشعبي الذي تتخلله متاهات ضيقة من الأزقة والشوارع المتداخلة شديدة التعقيد، فقد وجدت عناصر مكافحة الشغب صعوبة كبيرة في اختراق المشاغبين الذين تشكلوا في جماعات متفرقة وانسحبوا من مواقعهم الأولى إلى مداخل الأزقة بعد تمكن مصالح الأمن من إخلاء مواقع آثار الحرائق ومواقع المتاريس داخل المدينة، أين سجلت خلال ذلك عدة إصابات في صفوف أعوان الأمن. وقد جاءت هذه المواجهات وأعمال الشغب المتجددة في كل مرة لسبب أو دون سبب على خلفية نطق محكمة الجنح الابتدائية في خنشلة بحكم يقضي بإدانة أحد الشباب من سكان الحي بـ 3 سنوات سجنا نافذا، يراه المحتجون غير منطقي وغير عادل مطالبين بإطلاق سراحه وإسقاط حكم الإدانة في حقه.