المذاق بين الماضي و الحاضر |
وأنت جالس في الشارع أو في منزلك أو مع
أصدقاءك في المقهى تسمع كثيرا هذه العبارة" كل شيء تغير ذوقه" و الحقيقة
أن تلك العبارة صحيحة إلى حد ما فلم يعد ذوق البطاطا لذيذا كما كان في السابق كم
أن ذوق الفواكه و مختلف الخضروات قد تغير بالفعل .
فأين تلك الفراولة التي كنا نتناولها بشراهة
لحلاوتها وعلى كل حال فان فواكه هذا الزمان أجمل بكثير من حيث المظهر من تلك التي
كانت متوفرة في السنوات الماضية.
أما عن المأكولات التقليدية الشهية فلم تعد
تستهوي الكثيرين و السبب " ذوقها تغير كذلك" هي بالفعل حقيقة من الحقائق
الموجودة في المجتمع و إذا بحثنا عن سبب تغير مذاق هذه المأكولات فالسبب واضح جدا
, فكثرة استعمال الأسمدة و المبيدات الحشرية و الأدوية بمختلف أنواعها أثر بشكل
كبير على مذاق مختلف الخضروات والأطعمة والفواكه , كما أن طريقة التخزين و لحفظ لم
تعد تقليدية حيث كانت أمهاتنا تخزن البذور و الحبوب في أماكن خاصة تسمى في بعض
المناطق" المطمور" و " الهرا"..الخ حيث تحافظ على مذاقها لمدة
طويلة ويتم اعتماد هذه الطريقة لحد الآن في بعض المناطق من الوطن كميلة و جيجل .
أما الآن فأصبح التخزين يعتمد على غرف
التبريد والتعليب و المواد الكيماوية الحافظة الشيء الذي أثر فعل على مذاق كل شيء و ليس هذا
فحسب ’ فعمليات التهجين التي يعتمدها الفلاحون و المهندسين الأوروبيين خاصة و التي
تصدر إلى الجزائر بطبيعة الحال , من أجل الحصول على منتوج عالي الجودة لكن مذاقه ليس
كمظهره .
وإذا أردت تذوق بعض الفواكه الأصلية فما عليك
إلا زيارة بعض الحقول و البساتين التقليدية الموجودة في جبال جيجل أو باتنة مثلا و
غيرها من مناطق الوطن الفلاحية لعلك تحصل على فاكهة أو خضروات "زمان
بكري".
لكن ما هو الشيء الذي لم يتغير ذوقه أبدا؟
أجل هو زيت " الصون قو" بطبيعة الحال لأنه ما عندوش " قو"