تصبّ كل المعطيات والظروف في مصلحة الجزائر من
أجل استضافة النسخة الواحدة والثلاثين من نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة
سنة 2017 بدلا من ليبيا المنسحبة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد،
إذ تعتبر الجزائر في أفضل رواق لاحتضان العرس الكروي الإفريقي، بالنظر إلى
ظروف الدول المنافسة المتمثلة في مصر، غانا والغابون أو حتى ما تعلق بالملف
الجزائري الثقيل والقوي في حد ذاته، من دون إغفال دور علاقات بعض
الاتحاديات الكروية مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» في حسم
القرار لصالح الجزائر
أوضاع مصر الأمنية وتأكيدات المصريين دعمهم للجزائر تزيد من حظوظ الملف الجزائري
بالعودة إلى الدول المرشحة التي تنافس الجزائر على استضافة «كان» 2017، فإن الأوضاع الأمنية التي تشهدها مصر والأحداث المؤسفة التي شهدتها مواجهة الزمالك وإنبي في الدوري المحلي والتي أودت بعشرات الأرواح أضعفت موقفها بشكل كبير جدا، خصوصا أن موعد الإعلان عن الدولة المضيفة اقترب ولم يعد يفصلنا عنه سوى شهرين، كما أن تأكيدات هاني أبو ريدة ومحمد علام، المرشد العام للاتحاد المصري لكرة القدم ورئيسه على التوالي، بمساندتهم للملف الجزائري ومنحهم صوت مصر لهذا الأخير، يصب في مصلحة الجزائر التي يمكن القول إنها تخلصت من منافس بشكل أو بآخر، وهذا من دون إغفال احتضان مصر لدورة 2006، وكلها عوامل تقف في صف الجزائر وتزيد من حظوظها لنيل شرف احتضان نسخة 2017 من «الكان» مقارنة بمصر.
غانا احتضنت المنافسة في 2008 والغابون 2012 والجزائر تنتظر منذ 1990
وبتسليط الضوء على المنافسين الآخرين، فإن غانا استفادت من شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا على أراضيها قبل سبع سنوات، عندما احتضنت دورة 2008، كما أن الغابون بدورها نظمت المنافسة قبل ثلاث سنوات مناصفة مع غينيا الإستوائية سنة 2012، في حين أن الجزائر نظمت أول دورة في تاريخها وآخرها قبل 25 سنة كاملة سنة 1990، وبحلول سنة 2017 موعد الحدث يكون قد مر عليها 27 سنة بالتمام والكمال، وهو ما يجعل عامل السنوات يخدم الملف الجزائري ويضع الجزائر على رأس الدول الأبرز لاستضافة ثالث أكبر منافسة كرة قدم للمنتخبات في العالم، بعد المونديال والأورو.
استضافة دول إفريقيا السوداء لخمس دورات متتالية في صالحنا
وبالأخذ بعين الاعتبار سياسة هيئة الكاميروني عيسى حياتو بمنح تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا حسب التوزيع الجغرافي الذي يلعب دورا هاما في المحافل المماثلة، سيكون الطريق مفتوحا أمام الجزائر ممثلة شمال إفريقيا، حيث تعود آخر نسخة احتضنتها المنطقة إلى سنة 2006 في مصر، في حين احتضنت دول إفريقيا السوداء خمس دورات متتالية، بداية بدورة غانا 2008 فنسخة أنغولا 2010 ومنافسة سنة 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية وصولا إلى دورتي 2013 و2015 بجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية، وعليه فمن المستبعد منح دورة 2017 لدول من إفريقيا السوداء مرة أخرى، خصوصا بالنظر إلى منح دورات 2019، 2021 و2023 بدورها إلى هذا الدول ممثلة في الكاميرون، كوت ديفوار وغينيا على التوالي، كما يمكن اعتبار انسحاب المغرب من احتضان دورة 2015 التي اختتمت، أول أمس، بغينيا الاستوائية التي عوضت المملكة، في صالح الجزائر ويدعم حظوظها.
قضيتا المغرب وتونس تدفع حياتو لعدم المخاطرة بفقدان دعم روراوة وفتح جبهة صراع أخرى
ولا يمكن - عند فتح ملف استضافة «كان» 2017 - تجنب دور المشاكل والقبضة الحديدة بين الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» واتحاديتي المغرب وتونس لكرة القدم، فانسحاب المغرب من تنظيم دورة 2015 والعقوبات المسلطة عليها دفعت المملكة للدخول في صراع مع أعلى هيئة كروية في القارة السمراء وانتقاد رئيسها عيسى حياتو، كما أن الصراع الأخير الذي نشب بين «الكاف» وتونس على خلفية الظلم التحكيمي الذي تعرض له نسور قرطاج في «كان» غينيا الاستوائية وما خلفه من موجة انتقاد وتمرد «التوانسة» على الكاميروني حياتو وتهديدات هذا الأخير بعقوبات قاسية في حق المنتخب التونسي، يجعله يفكر كثيرا في اتخاذ قرار يكسب به ودّ الجزائر ومساندتها ويجنبه فتح جبهة صراع مع اتحادية أخرى من الاتحاديات الكروية في شمال إفريقيا، من خلال منحها شرف احتضان نسخة 2017، خصوصا مع المدعم الكبير واللامشروط الذي يلقاه من رئيس «الفاف» محمد روراوة الذي وقّع مؤخرا على رسالة دعم وشكر لحياتو في خضم الانتقادات التي يتعرض لها رئيس «الكاف».
الملف الجزائري في حد ذاته الأقوى مقارنة بالبقية
إلى ذلك، فإضافة إلى الظروف والعوامل التي تخدم الجزائر وتضعها في خانة المرشح الأبرز لاحتضان أمم إفريقيا 2017، فإن الملف الجزائري في حد ذاته يعتبر أقوى وأبرز الملفات مقارنة بملفات المنافسين مصر، غانا والغابون، وهذا بشهادة أهل الاختصاص،في حين أي قرار آخر سيكون مفاجأة من العيار الثقيل وظلم.